امدرمان انترنت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
امدرمان انترنت

مركز ثقافي وسياسي وإعلامي سوداني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

عرمان محمد احمد..الشعب يريد إسقاط النظام..عرمان محمد احمد..الشعب يريد إسقاط النظام..عرمان محمد احمد..الشعب يريد إسقاط النظام

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

عرمان محمد احمد

عرمان محمد احمد


خريف الفرح السوداني.. الشعب يريد إسقاط النظام




عرمان محمد احمد


الأزمة الإقتصادية الحالية في السودان، هي المحصلة الطبيعية، للفشل السياسي والإداري، و إعتماد الإقتصاد الوطني علي الموارد البترولية الطبيعية الناضبة ، بدلاً عن الإستفادة من اموال النفط، في دعم قطاعات الإنتاج الحقيقي. ولذلك عندما إنفصل الجنوب بموارده النفطية، سرعان ما تلاشي النموء الإقتصادي الذي شهده السودان خلال الأعوام الماضية، بفضل اموال النفط، التي جري تبديدها في شراء الذمم والولاءات، و الصرف علي المتخمين من كوادر الحزب الحاكم، و قد كون هؤلاء ثروات غير مشروعة، وانفقوا اموال الشعب، في بناء لقصور و العمارات الضخمة،و الفلل واليخوت الرئاسية وشراء السيارات الفارهة، اضافة للصرف البذخي، علي شهواتهم ونزواتهم، فعلي سبيل المثال المتزوج بواحدة اضاف اليها زوجة ثانية، ومن له زوجتان اضاف اليهما ثالثة ورابعة، و استمرت الجماعة الحاكمة، في ترفها و طيشها ونزقها، حتي فقدت الحزينة العامة عائدات الثروة البترولية، بسبب الفشل الذريع في الحفاظ علي وحدة البلاد الوطنية( الجاذبة). كما عجزت الجماعة عن التزام قيم الدين في سلوكها العام، و تنزيل الشعارات الفضفاضة، التي زحموا بها الآفاق علي ارض الواقع، و من ثم تبخرت الأماني والأحلام الوردية ببناء دولة الحق والعدل و الحكم الصالح، ظلت تبشر بها الجماعة الحاكمة علي طول تاريخها.

إصلاح اقتصادي؟

بعد انفصال الجنوب، هوت قيمة الجنيه السوداني، مقابل العملات الحرة، خاصة الدولار الأمريكي، وتفاقم العجز في الميزان التجاري، وبلغت نسبة التضخم اكثر من % 30، ثم كانت القرارات الإقتصادية الأخيرة، بزيادة الضرائب والرسوم الجمركية، وخصصة المزيد من شركات القطاع العام، وبيع المرافق و الأراضي الحكومية. ولم تك هذه القرارات من اجل الإصلاح الإقتصادي كما قيل عنها، وانما هدفت الي تغطية عجز الميزانية، التي يصرف جل ايراداتها علي مرتبات وامتيازات ومخصصات المئات، من شاغلي المناصب السيادية و الدستورية، و علي مرتبات وامتيازات ومخصصات الكوادر السياسية والأمنية، المعنية بحراسة النظام، وحمايته من السقوط، بالإضافة الي الإنفاق علي التسلح، وتمويل الحروب الأهلية في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، التي تدور رحاها اليوم بسبب عجز النظام عن تحقيق السلام الحقيقي.

شملت القرارات الأخيرة التي اعلنها رئيس النظام، واقرها البرلمان المشكوك في صحة انتخابه، بواسطة الشعب السوداني، تخفيض الوظائف الدستورية المترهلة، وتقليل الصرف الحكومي، بسبب إفلاس الخزينة العامة، و لا يتوقع ان ينجم عن هذه القرارات اي اصلاح اقتصادي، يمكن ان تنعكس اثاره علي تحسين حالة المواطن السوداني المعيشية، وخفض معدلات الفقر والبطالة العالية، و تحسين الخدمات الصحية المتردية. كما يمكن القول بأنه لولا العجز الكبير في الموازنة، الذي اضطر الحكومة الي فرض الإجراءات التقشف القاسية، لاستمر الترهل الوظيفي وفساد الإدارة، وإفساد الحياة السياسية، عن طريق الصرف غير المشروع، علي محاسيب الحزب الحاكم، و من يسميهم قادة النظام بـ(المؤلفة قلوبهم)! و من هؤلاء المؤلفة قلوبهم، من احتفظوا بمناصبهم (الديكورية) حتي بعد إعلان الإجراءات الإقتصادية الأخيرة، التي تضرر منها المواطنون السودانيون، خاصة الشرائح الفقيرة، ابلغ الضرر.

خريف الفرح..

السودانيون سبقوا بثورتهم الشعبية، شعوب الربيع العربي، بحوالي نصف قرن من الزمان،حيث شهد السودان من قبل، ثورة شتاء،اسقطت فيها الجماهير الثائرة، نظام الفريق ابراهيم عبود العسكري، في الحادي والعشرين من اكتوبر عام1964، كما كرر السودانيون ثورة اكتوبر ، عندما اسقطوا نظام المشير جعفر نميري، في صيف عام 1985. ومع بواكير خريف العام الحالي، تندلع المظاهرات في العاصمة وبقية الولايات السودانية، احتجاجاً علي الغلاء و سوء الأوضاع المعيشية،والفساد والظلم والاستبداد، ومصادرة الحريات العامة، وحقوق الإنسان الأساسية. تعلو في هذه المظاهرات هتافات (عائد عائد يا اكتوبر)..(يسقط يسقط حكم العسكر).. (الشعب يريد اسقاط النظام) .. وتجئ ردود افعال زعماء النظام الحاكم علي هذه الهتافات الشعبية، مشابهة لردود افعال بعض الحكام والزعماء العرب، الذين استهانوا بشعوبهم، فأطاحت بهم شعوبهم، في ثورات الربيع العربي.. و لعل ما يجري في السودان الآن، انتفاضة مباركة، تحمل في طياتها الأشاير والبشائر، بخريف الفرح، الذي طالما ترقبه السودانيون !!

عرمان محمد احمد

27-6-2012

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى