امدرمان انترنت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
امدرمان انترنت

مركز ثقافي وسياسي وإعلامي سوداني


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

عرمان محمد احمد:وحدة السودان و وعود عمر البشير!عرمان محمد احمد:وحدة السودان و وعود عمر البشير!

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

كتابات



وحدة السودان و وعود عمر البشير!


عرمان محمد احمد



خطاب رئيس نظام (الإنقاذ الوطني) في السودان، عمر البشير، في فاتحة الدورة الثانية للهيئة التشريعية القومية،يوم الثلاثاء‏12‏/10‏/2010، جاء حافلاً بالوعود والأماني والأمال، و حلق في فضاءات، بعيدة عن الواقع السياسي والإقتصادي، الماثل للعيان. ما قاله السيد عمر البشير، في تلك الجلسة، لا مكان لأكثره، في دفاتر الحسابات السياسية، والإقتصادية الواقعية. لكنه ربما يجد مساحة في كراسة الإنشاء، أو بين دفاتر الأشعار،حين يحلق شعراء (الأنقاذ الوطني) في سماء الخيال، و يهيمون في أودية الأماني، و يقولون (ما لا يفعلون)!!

إستثمار اسواء من الإستعمار؟!

البشير حاول ، طمأنة الشعب السوداني باستقرار الأوضاع الاقتصادية،وقال: (ان احساس المواطنين باستمرار الوضع الإستثنائي لاقتصادنا، مع تنامي الهواجس بما يخبِّئه المستقبلُ القريبُ من نقصٍ في موارد الدولة المالية، حال حدوث الانفصال - لا قدر الله -فيطيب لي أن أُفصحَ عن استعدادِ أوعيتنا الاقتصاديةِ للتعامل مع المستجدات ، وفقاً لرؤيةٍ تقوم على مبدأ الإصلاح، للمحافظة على عوامل الأستقرار الاقتصادي) انتهي.

اذن سيتم تعويض فقدان الشمال للثروة البترولية اذا انفصل الجنوب! كيف؟ عن طريق (الإستثمار)!! حسبما اوضح السيد عمر البشير في خطابه. وما يُخشي هنا هو ان يعني الإستثمار، الذي تحدث عنه رئيس نظام (الإنقاذ الوطني) بيع أراضي شمال السودان للأجانب، بعد فصل الجنوب، فيغدو الإستثمار أسواء من الإستعمار!! ثم ماذا تعني (الوعود) في ظل الأزمة الإقتصادية العالمية، التي القت بكلكلها علي البلاد، قبل فقدان الثروة البترولية، وتدهور قيمة الجنيه السوداني، وإزدياد العجز في ميزان المدفوعات ؟! هل تعني الوعود بزيادة الخدمات التعليمية،إنشاء المزيد من الجامعات، التي تخرج عاطلين عن العمل، اوعاملين في مهن هامشية لا علاقة لها بتخصصاتهم،كما هي الحال الراهنة؟! أم تعني الوعود بالمزيد من الخدمات الصحية، بعد فقدان أهم الموارد الإقتصادية، انتهاء المنازعات بين مراكز القوي داخل نظام الإنقاذ، حول اموال التأمين الصحي التي يدفعها المواطنون، و عدم تكرار إضرابات الاطباء، و توفير الأدوات الطبية والأدوية، فلا يموت المواطن، بسبب إنعدام اجهزة بسيطة، كأنابيب الأكسجين، في بعض المستشفيات؟! هل سيبلغ الصرف علي ميزانية الصحة والتعليم في السودان،حجم الصرف علي ميزانية (التمكين) و إغناء الكوادر، و صرف اكثر من ثلثي الميزانية، علي رواتب و مخصصات وامتيازات شاغلي المناصب الديكورية والوظائف الحكومية؟!

زيارة مجلس الأمن وشرعنة الإنفصال

خطاب البشير للهيئة التشريعية، جاء بعد زيارة أعضاء مجلس الأمن للسودان،التي تمت رغم انف الحكومة، وإعلان اعضاء مجلس الأمن، المسبق، عن عدم رغبتهم في لقاء (رئيس الجمهورية) ورمز (السيادة) كما يحلولإخوانه ان يقولوا، وذلك بسبب الاتهامات الموجهة اليه من المحكمة الجنائية الدولية. والمعروف ان مجلس الأمن يتصرف في الحالة السودانية، بموجب الفصل السابع من الميثاق، وقد أشارت سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة، سوزان رايس، الي ان القوات (الهجين) او قوات حفظ السلام المختلطة بين الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي، لا تفعل ما فيه الكفاية لحماية النازحين، وعزت ذلك الى المبالغة في التوقعات المرجوة من القوة (الهجين) المكونة من اكثر من 20 ألف جندي اجنبي، كما المحت الي ضرورة تعديل تفويض القوة المختلطة، مما يعني إحتمال عودة مجلس الأمن، مرة اخري، الي مناقشة ملف القوات الدولية ( غير الهجين) في دارفور،وربما كان هذا هو الغرض الرئيسي للزيارة. لاسيما وان قرارات مجلس الأمن بما فيها القرار رقم 1769 الذي قضي بتكوين بعثة (يونميد)، تركت مسألة الملف الأمني في السودان بشكل عام، وفي دارفور بشكل خاص، قيد النظر!!

دولة الجنوب اقيمت في الواقع، بموجب اتفاقيات وبرتكولات سلام (نيروبي) داخل (الدولة السودانية)!! اما الإستفتاء فالمقصود منه شرعنة الإنفصال، وتحويل الإعتراف بدولة الجنوب الحالية، من دو فاكتوDe facto ، الي دو جور De jure ، كما يقول فقهاء القانون الدولي، بمعني نقل شرعية الأمر الواقع الحالية، الي الشرعية القانونية الدولية الكاملة، التي تقوم علي اعتراف العالم. اما مماحكات ومناورات جماعة (الإنقاذ الوطني) حول الإستفتاء، فتعبر عن احلام يقظة و طموح يحدو اهل (الإنقاذ الوطني) في السودان، بأن تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها، بتسديد فاتورة مطالب(إنقاذية) شبه مستحيلة- مقابل انفصال الجنوب- مثل:

1- حماية و(إنقاذ) الدول الغربية، للمتهم عمر البشير، من المحكمة الجنائية الدولية، بعد ان اضافت له المحكمة تهمة (الإبادة الجماعية) ، وهو طلب شبه مستحيل، حيث تأسست هذه الدول علي حكم القانون، و الديمقراطية واستقلال القضاء!!

2- رفع نظام (الإنقاذ الوطني) من قائمة الدول الراعية للإرهاب الدولي. بيد ان استمرار بقاء السودان في قائمة الإرهاب، هو العصا، التي ظلت الولايات المتحدة الأمريكية، وستظل، تهش بها علي حكومة (الإنقاذ الوطني)!!

3- اعفاء ديون السودان، البالغة اكثر من 35 مليار دولار، وهو مطلب تحقيقه، مشروط بعدة شروط منها، الإلتزام بالديمقراطية والعلمانية، و التبروء من (المشروع الحضاري) بمعني ارسال نظام الإنقاذ الي مزبلة التاريخ!!

لقد حاول (نائب رئيس الجمهورية) علي عثمان، في مؤتمر نيويورك الذي يعد خطوة متطورة في تدويل القضية السودانية، تسويق المطالب اعلاه، بدهاء الخب. لكنه عاد بخفي حنين، مع اوامر من الأمريكان، بأجراء الإستفتاء في موعده. ولم يستطع علي عثمان ان ينجز شيئاً سوي، الزهو، بمخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأسم السودان، في حضور سالفاكير، النائب الأول لرئيس الجمهورية و(رئيس حكومة الجنوب)، وفي غياب عمر البشير(رئيس الجمهورية) لأسباب معروفة، ظلت تمنعه من السفر الي ما وراء البحار، وتبقيه مقيداً بجنازير الحدود!!

أن الحقائق التي تزخر بها دفاتر الحسابات السياسية الواقعية، تقول بأن (السلطة التشريعية) و(السلطة التنفيذية) الحالية في السودان، جري تعينها عن طريق إنتخابات (لاترقي الي المعايير الدولية) كما ورد علي لسان (المراقبين الدوليين)، و انها انتخابات (مزورة) حسبما يؤكد اهل الحجا من السودانيين. ومثلما هدفت تلك الإنتخابات الي شرعنة ديكتاتورية (الإنقاذ) فان تغاضي المتغاضين، عن التزوير وفجوة الشرعية،كان يرمي في الأساس، الي التمهيد لأجراء (الإستفتاء) بقصد شرعنة انفصال الجنوب. ولذلك عندما يقول عمر البشير إن الوحدة ( هي الخيار الراجح للجنوب اذا اتيحت له حرية الاختيار في استفتاء حر ونزيه) يثور السؤال الأتي:هل الشفافية والحرية والنزاهة المقصودة هنا، هي ذات (الشفافية والحرية والنزاهة) التي مورست في الإنتخابات الأخيرة، وحصل بموجبها المؤتمر الوطني علي اكثر من % 90 من أصوات الشمال، واقل من% 10 من اصوات الجنوب؟!

مسرح العبث السياسي السوداني، يزخر هذه الأيام، بأحاديث كثيرة و اقوال مثيرة، مثل دعوة بعض قادة (الإنقاذ) للإستعداد للحرب، ومطالبة رئيس حكومة الجنوب، مجلس الأمن، بنشر قوات دولية، علي الحدود بين الشمال والجنوب، فضلاًً عن حوار الإقامة والجنسية المزدوجة،وحريات التنقل والعمل والتملك وامن المواطنين في الشمال والجنوب، وما عرف بجدلية (الحقنة و الجالون)!!
ومع كل ذلك يقول السيد عمر البشير(لن نقبل بديلاً للوحدة) و(ما سالت دماءُ شهدائنا الطاهرة على ثرى جنوبنا الحبيب، إلاّ لتروي فيه شجرة التوحُّد)! فماذا يعني السيد عمر البشيربـكلمة (شهدائنا)؟
هل يعني شهداء ( الإنقاذ) الذين عُقد قرانهم علي (بنات الحور في الجنة) كما كان يقول هو واخوانه لأهل السودان؟!
ام تشمل كلمة(شهدائنا) -الآن- (كفار) الحركة الشعبية، الذين كان يقول عنهم هو واخوانه، انهم ذهبوا الي النار؟!
كذلك اكد السيد عمر البشير، التزامه بـ(إتفاق السلام الشامل)! و مالم تتم اعادة النظر في هذا الإتفاق الشامل، فان وعوده وأقواله آنفة الذكر، تدخل في باب الشعر والخيال المجنح، والشعر أعذبه ابعده عن الواقع .. (أعذبه أكذبه) كما يقولون!!

عرمان محمد احمد
‏13‏/10‏/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى